إعلان الجمهورية

مرت على أخر مرة كتبت بها مقالاً بالعربية أكثر من سنة، منذ بداية هذا العام إختلفت أمورٌ كثيرة جعلت من المهم التواصل مع شريحةٍ أكير من الناس مما جعل الكثيرين يبدأون التواصل بالإنجليزية لأنها أكثر إنتشاراً.

سببٌ أخر هو خوفي من كلماتي أن تفضحني وتعلن عن ما لم أصرح به بعد عن نفسي، فالكثيرون عرفوني بسبب أنني لم أستطع تغيير أسلوبي الذي أصبح جزأً من هويتي.

المقال الحالي قد يصدم الكثيرين لكني أتمى من قارئه أن يتريث قليلاً وأن يحاول بكل قوته قرائته إلى النهاية قبل أن يتسرع إلى أي إستنتاج فالهدف الرئيسي لهذا المقال هو أن نهدم الأراء المسبقة ونبتعد عن الإتهامات الباطلة ونفكر قليلاً لنرى كم نحن في الواقع بعيدون في مجالات كثيرة وكم نحن مذنبون في حق الحرية والإنسانية.

إعلان الجمهورية

في خظم مسيرة البشر تأتي أحداث ترغم الأفراد على قطع الصلات السياسية التي تربط الفرد بالأخر لكي تحل مكانها قوى العدالة التي إرتضاها الخالق لهم، من باب إحترامنا لجميع الأراء يجب أن نعلن الأسباب التي أجبرتنا على ذلك إلى البشرية جمعاء.

مبادئنا الأساسية التي نضعها فوق كل إعتبار، أن كل البشر خلقوا سواسية وأُنعِم عليهم بحقوق لا مساس بها، من ضمنها حق الحياة، الحرية والسعي إلى السعادة. ومن أجل حماية مثل هذه الحقوق تنشىء السلطات بين البشر، وتأتي سلطتها من رضى الشعب، وعندما تأتي حكومة من أجل تدمير هذه الحقوق فمن حق الناس تعديلها أو إسقاطها وتأسيس حكومة جديدة تقوم على حماية هذه الحقوق وتنظم قوتها على هذه الأسس.

الحيطة تجبر الناس أن تقول أن الحكومات التي حكمت طويلاً لا يجب أن تغير من أجل أسباب بسيطة ولذلك أصبح من طبيعة البشر أن يتحملوا المعاناة بدل أن يسقطوا ما أعتادوا على وجوده. لكن عندما يصبح سيل الإنتهاكات والإسائة كبيراً، وتواصل تلك الحكومة التمادي لتبدي دون شك رغبتها في مواصلة قواعدها الإستبدادية، فمن حق الشعب بل من واجبهم أن يسقطوا مثل تلك الحكومة ليضمنوا سلامتهم وسلامة مستقبلهم. هذه كانت معاناة هذه البلد ولذلك توجب تغيير النظام السابق، تاريخ هذا الملك تاريخ غزير بالجروح والإسائات كلها تشير إلى مؤسسة من الطغيان المطلق على هذا البلد، لنثبت ذلك سنطلع العالم على الحقائق التالية.

لقد رفض الإنصياع للقانون، الأمر الأكثر أهمية وضرورية للصالح العام، ومنع ممثلي الشعب من إصدار القوانين ذات الأهمية إلا بموافقته وحين يوافق عليها فإنه يرفض أن تطبق عليه.

لقد رفض أن يمرر قوانين من أجل توفير مسكن مناسب لشريحة كبيرة من الناس، إلا الذين رضوا أن يخنعوا ويتخلوا  عن حقهم في تمثيلٍ عادل في التشريع وإتخاذ القرار،الحق الذي لا مساومة فيه ولا يمنعه إلا الطغاة.

لقد قام بالدعوة إلى مؤسسات تشريعية غير إعتيادية يتطلب وصولها إلى السجلات العامة إلى مشقة من أجل إرهاق ممثلي الشعب لكي ينصاعوا إلى شروطه.

لقد حل مجالس التمثيل الشعبي مراراً لأنهم عارضوه وبشدة في إنتهاكه لحقوق الشعب.

وبعد حل تلك المجالس رفض لوقتٍ طويل أن يسمح لغيرهم أن ينتخبوا من أجل التشريع، وبفشله في إبادة مطالب الناس عاد الأمر لهم ليمارسوا ذلك، وبقى الوضع أن الوطن بقي تحت خطر السيطرة من الخارج والتشنج من الداخل.

لقد عمل بجد من أجل أن يوقف تكاثر السكان، من أجل ذلك خالف قوانين التجنيس رافضاً البعض وفارضاً ظروفاً تجبر الأخرين على الهجرة وواضعاً قيوداً على إستملاك الأراضي العامة.

لقد منع سيادة القانون بمنعه المشرعين من إصدار قوانين السلطة القضائية.

لقد منع إستقلالية القضاء وجعل القضاة يعتمدون على رضاه من أجل إستمراريتهم في العمل وحجم ومبلغ راتبهم.

لقد أنشاء العديد من المؤسسات الجديدة وأرسل أفواج من المعينين من أجل مضايقة الشعب ومهاجمتهم و ليمحوا جوهرهم وهويتهم.

لقد أبقى في وسطنا، في أوقات السلم، جيوشاً من دون موافقة المشرعين.

لقد أثر على إنشاء جيش مستقل يمثل القوة الشعبية ويعمل على الإستقرار.

لقد تحالف مع الغير ليخضعنا لسلطة غريبة علينا وعلى الدستور وما تعترف به سلطاتنا بإعطائه موافقته لأعمالهم وإضفاء الشرعية عليها

لأنه أحل بيننا أعداداً كبيرة من القوات المسلحة

لأنه حماهم بمحاكامات تدعو للسخرية، لكل جرائم القتل التي إرتكبوها أو قد يرتكبوها بحق سكان هذا البلد

لأنه قطع كل صلات التجارة بيننا وبين العالم

لأنه فرض الضرائب من دون رضى الشعب

لأنه حرمنا في حالاتٍ كثيرة من محاكمات عادلة بواسطة مجموعةٍ من أقراننا

لأنه جاء بنا من خارج البلاد لكي يعتقلنا ونحاكم لجرائم زائفة

لإتباعه إرادة دولة مجاورة وبذلك تكوين حكومية شكلية ومحاولته توسعة حدود الدولة خالقاً بذلك وهم دولة المؤسسات وفارضاً الحكم الإستبدادي على مناطق جديد

لتعطيله ومخالفته المواثيق مدمراً بذلك أثمن قوانيننا ومغيراً بشكل جذري شكل حكومتنا وطبيعتها

لإعتقاله أو توقيفه مشرعيننا وأحتكاره وأخرون السلطة للتشريع في أمورنا في كل الحالات.

لقد إختطف الحكومة هنا، بحرماننا من الحماية وإعلانه الحرب ضدنا.

لقد إستولى على بحارنا، خرب سواحلنا، خرب قرانا وأزهق أرواح أبناء شعبنا.

هو الأن يكون جيشاً من المرتزقة الأجانب لكي يكملوا مهام القتل، النهب، والطغيان، بدأ ذلك بفرض حالة من العنف و الخيانة نادراً ما رأينا مثلها في العصور المظلمة، وغير ملائمة مطلقاً لقائد أمة متحضرة.

لقد أرغم أخواننا في الوطن على حمل السلاح ضد وطنهم، ليصبحوا قتلة وجلادة أصدقائهم وأخوانهم أو ليسقطوا ضحايا على أيدي بعضهم البعض.

لقدخلق بيننا صراعات داخلية وسعى من أجل أن يجلب بيننا مستوطنين من الذين يحملون الحقد وعاشوا حياة الحرب والصراعات بيننا الأمر الذي يهدد بالخراب الذي لا يميز بين الناس من أي عمر، جنس أو أي حالة أخرى

في كل مراحل القمع حاولنا إنشاء العرائض ببالغ التواضع ، كل إعتراضاتنا وعرائضنا رد عليه بالأذى المتكرر، ملك شُوِهت مواثيقه بكل فعل يُعرِف الطغيان غيرُ صالح لكي يكون حاكماً على شعبٍ حر.

لم نكن نطلب الخروج على أخواننا في المنطقة، ذكرناهم بين الحينة والأخرى بتعدي المشرع وجوره علينا. كررنا عليهم وضع الهجرة والإستقرار هنا، حاولنا إلتماس حس العدالة والشهامة فيهم، ونحن قد رجوناهم بحق الروابط التي تربط بين دولنا الشقيقة أن والتي لامحالة تظهر الصلات المشتركة بيننا، وكانوا أيضاً صم لصوت العدل والقرابى، ذلك شدد على ضرورة إستقلالية رأينا وأن يكونوا كما يكون باقي أخواننا في اٌلإنسانية، أعداء إذا حاربونا وأصدقاء في السلم.

نحن ممثلي الشعب في التجمع العام نتوجه للسلطات العليا في العالم أنه وبإستقامة وعدالة نياتنا نعلن بالسلطة النابعة عن أبناء هذا البلد الطيبين وبكل ثقة وعزم أن لهذا البلد الحق في أن يكون حراً من كل النفوذ الأجنبي ليدير شؤونه بنفسه، ومن أجله هذا الإعلان نتعهد بكل قوة وبثقة راسخة أن نفدي بعضنا البعض بأرواحنا وكل ما نملك.


من تفاجأ من هذا المقال أتمنى أن يعرف أنها ليست كلماتي ومن كان يقول أنها جزء من مؤامرة صهيوفارسية أو أنجلو أمريكية أتمنى أن يراجع بوصلته الطائفية لأن هذه الكلمات قد كتبت قبل أكثر من 230 سنة من قبل أشخاص محبين للحرية ولشعبهم أجتمعوا لكي يبنوا بلداً أفضل يحمي الحرية ويوفر لشعبهم حقوقهم كاملة، أنا لا أدعو لذلك في البحرين لأني أعرف أن هذا لم يأتي ببساطة ومن منطلق أنني أرفض العنف فإنني أدعو إلى التغيير بالوسائل السلمية، لكنني أرفض أن يصنف غيري كمجرم لأنه طالب بمزيد من الحقوق لأجل شعبه.

من يدعي أنكم لستم جاهزين للديمقراطية فأخبروه أنكم أرقى من الشعوب التي عاشت قبل قرنين وأكثر، برهنتم أنكم لن تدخلوا حرباً أهلية، أسقطتم سيناريو القتل والعنف عندما هدم أغلى ما تملكون (مساجدكم) وبقيتم على السلم ولم تبحثوا عن الإنتقام، إنكم أرقى من أن تكونوا عبيداً، إنكم أرقى ممن يريد أن يستعبدكم ويختطف قراركم، أقبل أيديكم وأرفع رأسي لأنني منكم.

USA declaration of independence
USA declaration of independence

4 تعليقات on “إعلان الجمهورية”

  1. MoStaHteR كتب:

    😀 تكبييير ..

  2. في انتظار وطن كتب:

    مقااااااااال رائع عزيزتي .. كأنك تحاكين ما كتبته هذه الليلة و لكن انت فصلته ووضحته بالتفاصيل و الأدلة ادعوك لقراءة التكملة في مدونتي

    ألم تتعلمو من التاريخ ؟

  3. AlToobli كتب:

    تفوّقت على نفسك هذه المرة ، رائع بشرط القراءه للأخير


اترك رداً على safybh إلغاء الرد